غرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى تعقد دورتها العادية وتناقش تحديات القطاع

عقدت غرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى دورتها العادية يوم الخميس 29 ماي 2025 بقاعة الإجتماعات التابعة للمعهد العالي للصيد البحري بأكادير،برئاسة السيد فؤاد بنعلالي وبحضور أعضاء الغرفة وممثلي الإدارات والمصالح الخارجية،والسلطة المحلية،وبعض رؤسات الجمعيات المهنية،وعدد من المنابر الإعلامية،إلى جانب عدد من المهتمين بالشأن البحري.
وتمحور جدول أعمال الدورة حول المصادقة على محضر الدورة السابقة،المصادقة على التقريرين الأدبي والمالي لسنة 2024،وضعية المصايد بالنسبة لأصناف الصيد الثلاثة: الصيد بأعالي البحار ،الصيد الساحلي و الصيد التقليدي إلى جانب بعض النقاط المختلفة.
بعد التأكد من بلوغ النصاب القانوني،افتتحت أشغال الدورة بكلمة ترحيبية،حيث عرض السيد الرئيس المراحل المتقدمة المحرزة في مشروع بناء المقر الخاص بالغرفة،كما اقترح تعزيز النقاش حول الثلوث البيئي البحري ضمن نقطة مختلفات بجدول الأعمال.
بعد ذلك تمت المصادقة على محضر الدورة العادية السابقة،ثم عرض التقريرين الأدبي والمالي لتم المصادقة عليهما بالإجماع من طرف السادة الأعضاء،وفي هذا الإطار نوهت أغلب المداخلات بالتدبير الجيد للمكتب المسير للغرفة الذي أسفر عن فائض مالي ملحوظا،رغم اقتناء قطعة أرضية لبناء مقر خاص بالمؤسسة.
من جهة أخرى أشاد السيد الرئيس بالجو التنظيمي الذي مرت فيه عملية توزيع المحركات البحرية الخاصة بالصيد التقليدي في عدد من نقط التفريغ وقرى الصيد التابعة للمجال الترابي للغرفة،بشراكة مع كتابة الدولة المكلفة بالصيد والمكتب الوطني للصيد البحري ،حيث أكد أن هذا المشروع يخضع لدفتر تحملات صارم يلزم مهنيي الصيد التقليدي التصريح بالمصطادات من أجل الإنخراط في الورش الملكي الرامي إلى تعميم التغطية الصحية والإجتماعية،وفي ذات السياق صرح السيد مدير الغرفة أن الشطر الثاني من مشروع توزيع المحركات لا يزال في طور الدراسة بالنسبة لبعض نقط التفريغ التي تتعارض ملفاتها مع بنود دفتر التحملات.
وفي إطار وضعية المصايد شكلت مصيدة الأسماك السطحية الصغيرة أهم المداخلات نظرا للتراجع الكبير الذي عرفته،حيث سجلت مفرغات سمك السردين سنة 2024 وبداية سنة 2025 انخفاظا حادا،قدر ما بين %50 و%90 بكل من ميناء الداخلة،العيون وبوجدور ما شكل أزمة اجتماعية على مستوى الإستهلاك لدى المواطن المغربي الذي طالما اعتمد على السردين كوجبة غداء أساسية،من جانب اخر امتدت تداعيات الأزمة لتشكل سببا للبطالة والهجرة من المدن الساحلية نحو الداخل نظرا لتسريح أغلب عمال الوحدات الصناعية لتصبير السمك بعد تراجع وغياب المادة الأولية.
وفي ذات السياق أكد السيد الرئيس أن التأثيرات المناخية ليست السبب الوحيد وراء تراجع المخزون السمكي،وإنما التدخل الغير المسؤول للإنسان بدرجة كبيرة هو العامل الرئيسي،حيث يشكل الإستنزاف المفرط وأساليب الصيد الغير القانونية أهم الأسباب وراء الأزمة التي يعيشها قطاع الصيد البحري بجميع أصنافه،و أضاف أن التصدي لهذا الوضع يستلزم تظافر جهود جميع المهنيين والتحلي بروح المسؤولية والوطنية من أجل المحافظة على الثروة السمكية واستدامتها،ومن جهتهم عبر السادة الأعضاء ضمن مداخلاتهم عن استعدادهم الدخول في راحة بيولوجية طويلة الأمد،كما أكدو ا التزامهم وانخرلطهم بكل المبادرات التي ستطرحها كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري بعد الإعلان عن نتائج وتقارير المعهد الوطني للبحث في الصيد إبان الشهور المقبلة،من أجل إصلاح جذري لضمان استدامة المصايد وتحقيق التوازن البيئي والإقتصادي.
كما شكل الصيد التقليدي صنف الأسماك السطحية الصغيرة ما يعرف ب” السويلكة” نقاشا بين بعض مهنيي الصيد الساحلي والتقليدي حول عدم قانونية ولوج هذه المراكب لمصيدة الأسماك السطحية الصغيرة بمجموعة من المناطق البحرية،من جهتهم دافع ممثلوا الصيد التقليدي عن الأصل التاريخي والبعد الإجتماعي لهذا النوع من الصيد،كما عبرو عن ترحيبهم بالمبادرة التي طرحتها السيدة كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري من أجل فتح النقاش حول تقنين “السويلكة” الأمر الذي سيساهم في تأهيل هذه القوارب عبر إصدار دفتر تحملات يخرجها من العشوائية.
وفي موضوع اخر شدد السيد الرئيس على ضرورة فتح نقاش مسؤول وجاد حول البيئة البحرية يستدعي حضور ممثل الوكالة الوطنية للموانىء بأكادير،من أجل الوقوف على مشكل مخلفات الزيوت بالحوض المائي بالميناء،نظرا للثلوث الذي يأثير سلبا على الثروة السمكية وعلى جمالية شاطىء أكادير كمدينة سياحية عرفت إنجاز أوراش كبرى تحت القيادة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله،لجعلها قطبا اقتصاديا ذا جاذبية وتنافسية،حيث اقترح السيد الرئيس القيام بيوم تحسيسي من أجل توعية المهنيين و البحارة بضرورة الحفاظ علىي البيئة بالميناء،بتنسيق مع كل الشركاء والجمعيات الفاعلة في هذا المجال.
واختتمت أشغال الدورة بتلاوة برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى السدة العالية بالله،جلالة الملك محمد السادس دام له النصر والتمكين.